ما بين الغرور و الكبرياء

ما بين الغرور و الكبرياء
سيدة الكبرياء تعلو المسرح في زهو و خيلاء قائلة....
ألا حبيبي سيد الغرور ..
اتراك أين ذهبت مبكرا هذا المساء ...
لماذا تركتني أبحث بين الرجال عن طيفك أو عن خيال ..
سيدي .. اتراك تبحث بين النساء عن أجمل مني و أكثرهم بهاء .. آه يا سيدي
يحرقني الشوق إليك
و لولا كبرياءي و غرورك
لسقط صريعة الحب عند قدميك
آه من كبرياءي يدفعني دائما للهروب من بين كفيك
يحرمني الاعتراف بلوعتي و الاشتياق
سيدي .. غرورك يخيفني من
الاعتراف بالحب ..
يظهر سيد الغرور علي الجانب الآخر من المسرح و هو يصافح النساء بابتسامه
و يهمس لهن بكلام معسول ...

و جميعهن يتأملنه بهيام و شغف ..
و تقع عيناه علي سيدة الغرور فيقترب منها قائلا ..
مساء الخير سيدتي الجميلة
لقد تساءلت عن سر السماء
أي نور يملأها و أي بهاء
رغم اختفاء القمر و النجوم
في هذه الإنحاء ...
رفعت رأسها في كبرياء ...
و قالت ..
رأيتك تسلم علي الحسناء
و البلهاء ...
فكم امرأة سواي اسمعتها ما اسمعتني ...
يا سيد الغرور ...
ضحك في ثقة
و أجاب في غرور...
أتغارين ... يا سيدتي
الجميلة
حسنا دعيني اعترف
ما من امرأة بالمدينة
إلا وقد بنت عليا الأحلام
ما من عذراء إلا و أسكنتني
قلبها في استسلام
فأنا معشوق النساء
و اوسم الرجال
أنا من إذا ظهر
تغار من حسنه الشمس
و تنحني الجبال
هذا أنا سيدتي
سيد الغرور و أجمل الرجال
ضحكت ساخرة و قالت ...
يا الله ... أي غرور هذا
تستحق اسمك سيدي ...
لماذا طلبت رؤيتي
ليس لدي من الوقت ما
اضيعه معك ...
ابتسم قائلا في سخرية
غريب .. أري في عينيكي لهفة و اشتياق
و احاديث عن الحب و الغرام ..
سيدة الكبرياء ... تخلي عن كبرياءك
قليلا و اعترفي ..
بالحب ...فأنت تتهازين
من الغرام ..
اعترفي اني اسمعك و قبل
أي كلام ...
دعيني إبثك بعد ما يعتمل في
صدري من غرام ...
أيا معشوقتي و سيدة النساء
علي كتفيكي ينام الورد في سلام ...
حبيبتي ...
احبك و ارجوكي دون النساء
أميرة في حياتي ..
اني اغار ...
من كل الرجال
اغار من نسمات الصباح
ان بعثرت شعرك و تغلغلته
في هيام ...
ضحكت وسط سكون المسرح
و المتفرجين فأردف في استياء ...
سيدة الكبرياء ...
سخرية مني تضحكين ...
و أنا من تحلم بهمسة مني كل النساء ...
إني راحل ...
لقد جرحتي غروري
غدا في نفس الموعد و نفس المكان
سانتظر منكي اعتراف
بالغرام ...
لا تتأخري ... حتي لا تسرقني
منكي حسناء ...
استسلمي للحب و دعكي من
الكبرياء ...
ثم لوح بكفه و أسرع الخطي دون نظرة للوراء و لو فعل لرأي دموع سيدة الكبرياء التي اخفتها بصلابة حتي ابتعد
و راحت تقول ...
يا له من احمق مغرور ...
يحادثني عن جميع النساء
يجرح كبرياءي بلا اهتمام
دون مراعاة ..
و يريد مني اعتراف بالغرام
ساموت و لن أقر له بالحب أو الاجتياح ...
احمق ... ايغار عليا من كل
الرجال و من النسمات
و أنا ...
ماذا أقول عن كل من يعرفهم
من النساء ...؟
ماذا عن همساته ... نظراته
و حديثه إلي الحسناوات
يا الله ... كم يتمزق قلبي غيرة و آلام ...
غدا لن أتي .. و لن اعترف
يوما بحب أو غرام ..
فليحترق قلبي ... و ليتمزق الغرام فكبرياءي يأبي عليا
ذل أو هوان .....
غدا لن اعود ...
يتحرك منظر المسرح و من بعيد يظهر سيد الغرور هاتفا
في استياء ...
لماذا تركتها و رحلت ...
كم أعشقها .....
آه .. من غروري .. آه .. من كبرياءها ..
كبرياءها جرحني ...
و صمتها مزقني ... آه سيدتي لو اعترفتي بالغرام..
لأسكنتك جنة قلبي في استسلام
لاغلقت جفنيا عليكي في أمان
آه ... سيدتي اتراكي غدا ستعودين و بحبك لي تعترفين ...
حبك مزقني أشلاء .. أشلاء
و أنا من تعشقه جميع النساء
عشقتك أنتي
سيدة الكبرياء ...
ثم امسك وردة من ديكورات المسرح و راح يجذب اوراقها
واحدة تلو الأخري و هو يهمس في خوف و رجاء ...
ستأتي .. لا لن تأتي ..
ستأتي .. لا .. لن تأتي ..
آه ... يا ليتها تأتي
لاري بهاء طلتها
و سحر عينيها ..
يعم الظلام المسرح ... يصفق الجمهور و كله ترقب و انتظار ..
تعود الانوار و يسلط ضوء خافت حزين علي سيدة الكبرياء ...
التي تسير في الطريق إلي حبيبها و وهاجسها لا تنتهي ...
و صوت بداخلها يدفعها للعودة
رغم شوقها لسيد الغرور ..
تجاهد كبرياءها .. تقشعر ملاحها و تسيل دموعها ..
انهارا في بحر حبها الغارق في رفض الأهانة
رغم الغرام ...
و يتغلب كبرياءها و تعود دون ان تقابل محبوبها ...
يقطع سيد الغرام المكان ذهابا و ايابا في انتظار سيدة
الكبرياء دون رجاء ...فلم تأتي رغم ما مر من ساعات
و يرحل غاضبا .. حزينا ..

المشهد الأخير ....
في الحفل الثانوي للمدينة
الزينات و البلونات والموسيقي تملأ المكان ...
طعام و رقص و ضحكات و لهو وقلوب ترقص علي الأنغام...
يرقص سيد الغرور مع إحدي الحسناوات
و تصل سيدة الكبرياء في تلك اللحظة تملأها الغيرة و يمزقها الالم ...
ينهي رقصته و يسرع نحوها ليعرف ... سر عدم مجيئها لموعده لكنها تتركه و تسرع للرقص مع شاب وسيم ....
يتطلع إليها في حزن و ألم ...
يجرحه رقصها المثير مع رجل سواه
يجرح غروره ....
فيندفع ليجذبها من ذراعها هاتفا في غضب و حنق ...
هل نسيتي انك لي ...
كيف تراقصين غيري من الرجال .....

هتفت بحنق و كبرياء
من اعطال هذا الحق ...
أجاب في استغراب
الحب سيدتي
أنتي محبوبتي ..
يتطلع جميع المدعوين اليهم في ذهول و صمت فهتفت في تحد و كبرياء ..
أنا لا احبك .. اتفهم
و لن احبك
يا سيد الغرور
لن افعل
ضحك ساخرا و أجاب في غرور ...
و أنا اكرهك
و كل ما سعيت اليه
رقم يزيد لي عدد النساء
ههههههه .. حمقاء ان ظننتي
الحب يعرف
طريقه لقلب
سيد الغرور
فالحب بيننا محال .. محال
وداعا يا سيدة الكبرياء

و افترقا ... و الجراح تمزق
قلبيهما و عاش كل منهما
يهفو للقاء ولكن ...
كيف للحب ان يجمع بين الغرور و الكبرياء ..
دموع الجمهور ...
دموع سيدة الكبرياء
و سيد الغرور
و موت الحب
ما بين
الغرور
و
الكبرياء
تنزل الستار وتطفئ
الانوار ..........

يسلموووو على الطرح الرائع تحياتي الك

يسسٍِلممٍِو خ ـيو
ع ـأٍلمـوضوـع الممــيز
وـأصل ابدأعكـ

يسلموا سجاد يا راقي الف تحيه الك

شكرااا لمروركم الجميل
تحياتي

يسلمووووو سجاد على موضوع الراقي وجميل
تحياتي

يسلمووووووووووووووووو

على الموضوع الرائع و الكلمات الجميله